مع بداية انضمامك لتكون من المتسعمرين لهذه الأرض وحلولك ضيفًا جديدًا على هذا العالم، تبدأ بالحصول على عدد من الأحرف المصطفة خلف بعضها مكونة كلمة ذات معنى .. توسم بها في أيامك الأولى بل ربما في ساعاتك الأولى في هذه الحياة، دون اختيار منك أو رغبة.

نكبر يومًا بعد يومًا وتكبر معنا هذه الأسماء .. يزداد تعلقنا وانتماءنا لها فطريًا حتى لو لم نكن نعرف معناها بعد .. يكون لهذا الأسم وقع خاص في الأذن أرق من وقع سمفونيات بيتهوفن وأعذب من تغريد العصافير.

السؤال الأكثر حيرة .. ماذا لو كان لك الخيار لاختيار اسمك، كيف سيكون ؟! .. ربما ستبقى صامتًا لبرهة ثم تقول لا أعلم ! .. ياترى هل عملية الإختيار صعبة لهذه الدرجة ؟! .. إن مسؤولية اختيار أحرف ستبقى ملازمةً لنا طيلة وجودنا على هذه الأرض وربما يُكْتب لهذا الأسم الخلود بعد رحيلنا لفترة من الزمن، قد يكون الأسم مجرد قالب جاهز ليكون خيالًا لشخصية رحلت، وقد يكون سطرًا جديدًا مكملًا لسيرة هذه الشخصية، أتذكر هنا رأي د.غازي القصيبي عندما سُئل في إحدى المقابلات عن رأيه في تسمية أحفاده بنفس اسمه أو أن يكونون مثله، قال: “لدي نظريات في الحياة، ومنها أني لا أحب أن يسمى إنسان على اسم شخص آخر، لا أحب أن يعيش الإنسان في ظل شخص آخر، ويدخل الابن في مقارنات مع ابيه أو أي شخص، كل هذه مقارنات سيئة.”

بالتأكيد اسمك ليس نادرًا كبصمتك الوراثية، قد يكون استخدم كثيرًا في الماضي، وسيبقى يستخدم كذلك في المستقبل .. فالتحدي الذي لديك هو كيف يمكن أن تجعل اسمك مرتبطًا بشخصيتك، كيف يمكن أن تصنع الفارق بينك وبين من يحمل نفس اسمك سواءً كان في الماضي أو الحاضر أو المستقبل .. ماذا يدور في مخيلة الناس عندما يذكر اسمك عندهم ؟! ماهو أول شئ يتذكرونه ؟! .. تلك هي مهمتك في هذه الحياة، وقد تكون مهمتك أصعب إذا كنت تحمل اسمًا لشخصية عظيمة، كإسم “محمد” مثلًا .. إذا لم تستطع أن تضيف شيئًا مميزًا لاسمك، فلا تحاول أن تسئ له على الأقل.

هناك مقولة مهيبة تقول “يموت الإنسان مرتين، المرة الأولى عند خروج الروح من جسده، والثانية هي عندما يذكر اسمه للمرة الأخيرة على هذه الأرض” .. السؤال هو (كيف يمكن أن تجعل من اسمك قلبًا يضل نابضًا بالحياة والخير والسلام حتى بعد رحيلك ؟) .. شاركنا إجابتك في التعليقات

 

صحيح أنه لم يتاح لنا حق اختيار اسماءنا .. ولكن مازالت لدينا الفرصة لنصنع حياة عظيمة وسيرة عطرة، وتظل هذه الأسماء يتردد صداها مدى الحياة.

 

إذا كان لديك استفسار، فكرة، توصية لشئ ملهم .. يسعدني تتواصل معي عن طريق ساعي البريد.

أضف تعليق